ومنها أيضا قوله:{فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا}(١) وانفجر مطاوع فجر.
ونرى الترجمة تقول:" بس دوازه جشمه آب از آن سنك بيرون آمد " فالفعل هنا مبني للمعلوم وكأن عيون الماء هي الفاعل، بالإضافة إلى ركاكة المعنى إذ أن ترجمة الفعل هي (خرجت) بدلا من (انفجرت).
والآيات المشتملة على صيغة المطاوعة كثيرة ونجدها مختلفة في الترجمة، فتارة يترجمها المترجم على أنها أفعال مبنية للمعلوم كما رأينا، أو يتصرف في ترجمة تفسيرية لها تكون قريبة من المعنى.
ثالثا: أن اللغة العربية تحرص على أن تستوفي أدوات الصفة وكافة شروطها، وذلك أن الصفات لا بد فيها من المطابقة بينها وبين الموصوفات كل المطابقة، بخلاف الأسماء، فليس ضروريا فيها أن تطابق مسمياتها، إذ الأسماء قد تكون توقيفية لا إرادة للمتكلم في وضعها وإطلاقها على مسمياتها، وقد نطلق اسما على مسمى لأدنى ملابسة دون أن تكون هناك مطابقة بين الاسم ومسماه، وذلك بأن نسمي الشيء باسم أرضه، أو باسم صاحبه، أو باسم حادث وقع عندما تعرفنا عليه، أو باسم كاشفه، إلى غير ذلك من الملابسات. وقد تكون الأسماء منقولة عن لغة أخرى بحروفها أو مع تعديل فيها.
أما الصفات فلا بد من أن تطابق موصوفاتها، ومن ثم حرصت اللغات على أن تكون هناك مطابقة بين الصفة والموصوف، لكنها لم تتمكن من استيفاء جميع أدوات الصفة وشروطها كما تمكنت منها اللغة العربية. فالصفة