للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثانيا: اعتبار الورق النقدي كعروض التجارة وهو مشهور مذهب المالكية كما شرحه محمد علي بن حسين المكي في كتابه (شمس الإشراق في التعامل بالأوراق) واشتهر القول به عن الشيخ عليش في فتاويه (١).

ثالثا: إلحاق الورق النقدي بالفلوس باعتبار كل منها أعيان طرأت النقدية عليها ولذلك طبق القائلون بهذا القول كل أحكام الفلوس على الورق النقدي بأشكال متفاوتة.

رابعا: اعتبار هذا الورق بديلا عن الذهب أو الفضة ووكيلا عنه، ورجح هذا القول عبد الرحمن البنا - رحمه الله - في الفتح الرباني وهو رأي الشيخ رشيد رضا صاحب المنار (٢) وبالرغم من واقعية هذه النظرة إلا أنها تعتمد الغطاء الذهبي للنقد وهو ما تجاوزته النظريات النقدية الحديثة.

خامسا: اعتبار النقد الورقي نقدا مستقلا له أحكامه المستقلة وهو ما اعتمده مجمع الفقه الإسلامي في الفتوى المشهورة له في ذلك (٣). وهذا القول الأخير يتسم بالواقعية في معالجة الأحداث الجديدة.

النتيجة:

أن الورق النقدي الرائج في أيامنا جنس مستقل ويتحقق في مبادلته بالذهب والفضة اختلاف الجنس ولكن هذا الورق الجديد يعرض له بعض الأمراض الجديدة التي لا بد من معرفتها ومعرفة مدى انطباق أمراضه على التغيرات التي ناقشها فقهاؤنا والتي طرأت على النقد في أيامهم، ولنتحدث بإيجاز عن هذه الطوارئ الجديدة، إنها ألفاظ تمر بنا يوميا على صفحات الجرائد؛ التضخم، الانكماش، التعويم.


(١) حاشية الصاوي على الشرح الصغير وبذيله الحاوي ٤/ ٤٢ - ٨٦، وفتح الإله المالك ١/ ١٦٤.
(٢) الفتح الرباني ٨/ ٢٥٠، ومجلة المنار مجلد ١٢/ ٩٠٩.
(٣) مجلة مجمع البحوث الإسلامية، المجلد الأول (رجب - شعبان - رمضان) - ١٣٩٥.