الله تعالى تعظيما لخطرها وشمول نفعها؛ لأن الله تعالى يتعالى عن أن ينتفع بشيء فلا يجوز أن يكون شيء حقا لله تعالى بهذا الوجه. بل الإضافة إليه لتشريف ما عظم خطره وقوي نفعه وشارع فضله، بأن ينتفع به كافة الناس.
فحقوق الله تعالى هي الحقوق التي تتعلق بواجبات العباد أو الصالح العام للأمة، ولا سيما الحدود التي شرعها الله، لأنه عليها يتوقف كيان المجتمع، وكثير من هذه الحقوق هي التي تسمى اليوم في لغة القوانين الدستورية الحديثة " حقوق الدولة " أو " الحقوق العامة "، وهي هنا في الإسلام على الضد من ذلك تسمى " واجبات على الدولة " و" حقوقا لله تعالى ".
وعرفها ابن تيمية - رحمه الله - بأنها: التي ليست لقوم معينين، بل منفعتها لمطلق المسلمين أو نوع منهم، وكلهم محتاج إليها، وتسمى " حدود الله " أو " حقوق الله "، وهي نوعان: أحدها: الحدود، والثاني: الحقوق المالية (١).
وجعلها السرخسي ثمانية أنواع - ويمكن ردها إلى النوعين السابقين -: عبادات محضة، وعقوبات محضة، وعقوبة قاصرة، ودائرة بين العبادة والعقوبة، وعبادة فيها معنى المئونة، ومئونة فيها معنى العبادة، ومئونة فيها معنى العقوبة، وما يكون قائما بنفسه، وهذه الأصل فيها التعبد.