للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيجب على أهل العلم وعلى كل من عنده بصيرة أن يعلموا الناس العقيدة الصحيحة ويحذروهم من هذا الشرك في كل مكان وفي كل زمان لقول الله عز وجل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (١)، وقوله عز رجل: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (٢)، وقول النبي عليه الصلاة والسلام: «الدين النصيحة" قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم (٣)» " خرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه، ولقول النبي عليه الصلاة والسلام: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله (٤)»، «ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى خيبر ليدعو اليهود إلى الإسلام قال له عليه الصلاة والسلام: " ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم (٥)» متفق على صحته. أقسم عليه الصلاة والسلام- وهو الصادق وإن لم يحلف- أن هداية واحد على يد الداعية إلى الله خير له من حمر النعم يعني خير من جميع النوق الحمر، والمعنى خير من الدنيا وما عليها، فدل ذلك على وجوب التناصح والدعوة إلى الله وبيان حق الله على عباده وتحذيرهم من الشرك حتى يكون الناس على بينة وعلى بصيرة كما يدل على أن المقصود من الجهاد هو هداية الكفار وإخراجهم من الظلمات إلى النور لا قتالهم ولا سبي نسائهم وأموالهم، وإنما يلجأ المسلمون إلى القتال عند امتناع الكفار من الدخول في الإسلام ومن بذل الجزية إذا كانوا من أهلها.


(١) سورة النحل الآية ١٢٥
(٢) سورة فصلت الآية ٣٣
(٣) صحيح مسلم الإيمان (٥٥)، سنن النسائي البيعة (٤١٩٧)، سنن أبو داود الأدب (٤٩٤٤)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٠٢).
(٤) صحيح مسلم الإمارة (١٨٩٣)، سنن الترمذي العلم (٢٦٧١)، سنن أبو داود الأدب (٥١٢٩)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٢٠).
(٥) صحيح البخاري المناقب (٣٧٠١)، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٤٠٦)، سنن أبو داود العلم (٣٦٦١)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣٣٣).