للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشرحه ابن القيم بقوله: (إطلاع أحد المتحابين المتصافيين صاحبه على باطن أمره وسره) (١).

وقال ابن تيمية (هو ما يلقي في النفس عند تجريدها من العوارض الشهوانية وإقبالها بالقلوب على المطلوب) (٢).

وعلى هذا فهو حالة تعتري القلب حال خلوة من حظوظ النفس ومشتهيات الطبع الإنساني من أحوال تقوي بصيرة القلب بحيث يبصر من الأمور والأحوال الغائبة عن الحس والعقل ما لا يبصره غيره ولا يعرفه من العلوم والأحوال.

ومن الأمر المعلوم بضرورة العقل والشرع أن ما يحصل في القلب من أمور لغير النبي والرسول الموحى إليه لا تخلو من حالين:

الحال الأول: أن يدل الدليل الشرعي على صحة الأمور التي تعلم عن طريق الفراسة الإيمانية كما قال صلى الله عليه وسلم «اتقوا فراسة المؤمن فإن المؤمن ينظر بنور الله (٣)» رواه الترمذي عن أنس بن مالك وهو حديث حسن.

أو عن طريق الكرامة الربانية كاطلاع عمر رضي الله عنه على حال سارية في المعركة مع الروم وكعلم أبي بكر ما في بطن امرأته لكن هذه الأشياء لا تستمر بل يحدث خلافها إذا ما خالطت الغفلة قلب العبد كما قال سبحانه: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (٤).

الحالة الثانية: أن لا يدل الدليل الشرعي على صحتها وفي هذه الحالة يجب عرضها على الشرع لأن الخواطر التي تحصل للإنسان قد تكون


(١) مدارج السالكين (٣/ ٢٢١) صاحب المنازل هو أبو إسماعيل الهروي.
(٢) انظر بيان تلبس الجهمية (١/ ٢٦٣).
(٣) سنن الترمذي كتاب تفسير القرآن (٣١٢٧).
(٤) سورة المطففين الآية ١٤