وإلا فاضربوا بقولي عرض الحائط) وبناء على ذلك فليس لأحد من الخلق طاعة مطلقة على عباد الله إلا أن يوافق قوله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبدو أن الصوفية تأثروا كثيرا بالشيعة في قضية الإمامة بحيث جعلوا شيوخهم كالأئمة عند الشيعة في تلقي أقوالهم بالقبول وعدم المناقشة أو الاعتراض على شيء منها لا سيما إذا قرن ذلك بإصرارهم على إرجاع نسب شيوخ طرقهم إلى فاطمة الزهراء وسلسلة تصوفهم إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه مما يدل دلالة قاطعة على ما قدمناه من تأثرهم بعقيدة الإمامة عند الشيعة، هذا ونحن عندما نقول هذا فإنا ننزه شيوخ السلف من المنسوبين إلى التصوف أن يكونوا كذلك لما تواتر عنهم وعلم بطريق النقل الصحيح من معتقد سلفي وعمل سني لا أثر للبدعة فيه مع عدم تنزيهنا لأحد من البشر من الخطأ؛ إذ كل بني آدم خطاء.
ومما تقدم علم أن الانتساب إلى هذه الطرق بدعة في الدين فيحرم الانتساب إليها، ويجب الانتساب إلى الأمة المحمدية وأخص من هذا الانتساب إلى السلف الصالح الذين هم على ما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الموسومين بلقب الفرقة الناجية التي تمثل الأمة المحمدية في صفاء عقيدتها ونقائها وصلاح أعمالها المتضمن المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم في كل قول أو فعل أو اعتقاد.