للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والنصارى آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض، وهؤلاء كفروا بالجميع فهم خارجون عن التزام شيء من الحق) (١).

وقد قال ابن عربي:

العبد رب والرب عبد ... يا ليت شعري من المكلف

إن قلت عبد فذاك رب ... أو قلت رب أنى يكلف (٢)

فلما صار عنده عين وجود الرب هو عين وجود العبد صار كل واحد عنده هو عين الآخر، وإذا كان الرب لا تكليف عليه، والرب هو العبد فالعبد أيضا لا تكليف عليه.

ومن الصوفية من يسقط عن نفسه بعض التكاليف دون البعض الآخر فيزعم مثلا أن الصلاة سقطت عنه لأنه وصل إلى المقصود الذي من أجله شرعت الصلاة، وبالتالي فهي لا تجب عليه بعد الوصول، وبعضهم يزعم أن الصلاة سقطت عنه وقت المشاهدة وبعضهم يزعم سقوط الحج عنه، ومنهم من يزعم أنه استغنى بالتوبة والحضور عن سائر العبادات والطاعات ومنهم من يستحل المحرمات كالفطر في رمضان من غير عذر ويستحل شرب الخمر ويزعم أنها لا تحرم إلا على العوام دون الخواص وذلك لزكاة نفوسهم وصلاح أعمالهم.

هذا وقد أجمعت الأمة على كفر من جحد واجبا من الواجبات الظاهرة المتواترة أو جحد تحريم المحرمات الظاهرة المتواترة أو جحد حل بعض المباحات الظاهرة المتواترة كالخبز واللحم والنكاح (٣).


(١) انظر مختصر الفتاوى المصرية (٢٤٥).
(٢) انظر مختصر الفتاوى المصرية (٢٤٥).
(٣) انظر مختصر الفتاوى المصرية (٢٤٦).