للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن النحاس: (. . . ولا شك بأن من وقف للقتال ورأى السيوف تلمع وتقطع والأسنة تبرق وتخرق، والسهام ترشق وتمرق، والرؤوس تندر، والدماء تثعب، والأعضاء تتطاير، وجاد بنفسه لله تعالى إيمانا به وتصديقا بوعده ووعيده كما وصف الله المؤمنين في قوله تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} (١). فيكفيه هذا امتحانا لإيمانه واختبارا له وفتنة إذ لو كان عنده شك أو ارتياب لولى الدبر، وذهل عما هو واجب عليه من الثبات، وداخله الشك والارتياب كما قال تعالى: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} (٢) فيكفي الشهيد هذا امتحانا من سؤال الفتان والله أعلم (٣).

وأخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه «عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عن هذه الآية:، من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم؟ قال: هم شهداء الله (٥)»، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب (صفة الجنة) أطول منه (٦).

وروى عمارة بن أبي حفصة عن حجر رجل من هجر، عن سعيد بن جبير


(١) سورة الأحزاب الآية ٢٢
(٢) سورة الأحزاب الآية ١٢
(٣) مشارع الأشواق جـ٢ ص ٧٣٥، ٧٣٦.
(٤) المستدرك ٢/ ٢٥٣ ووافقه الذهبي.
(٥) سورة الزمر الآية ٦٨ (٤) {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}
(٦) انظر (مشارع الأشواك) لابن النحاس ٢/ ٧٣٦ رقم ١١٤٥.