للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الحاكم، صحح على شرط مسلم.

وأخرج عبد الرزاق في مصنفه واللفظ له والترمذي من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أرواح الشهداء في صور طير خضر معلقة في قناديل الجنة حتى يرجعها الله يوم القيامة (١)» وإسناده صحيح لكن الترمذي قال: «أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمر الجنة أو شجر الجنة (٢)» وقال: حسن صحيح.

وقال ابن النحاس: (جعل الله أرواح الشهداء في ألطف الأجساد وهو الطير، الملون بألطف الألوان وهو الخضرة، يأوي إلى ألطف الجمادات وهي القناديل المنورة والمفرحة في ظل عرش اللطيف الرحيم لتكمل لها لذة النعيم في جوار الرب الكريم، فكيف يظن أنها محصورة، كلا والله إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليشمر المشمرون وعليه فليجتهد المجاهدون) (٣).

وذكر ابن النحاس: أن أحمد بن حنبل روى في مسنده عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي، عن الإمام مالك بن أنس عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نسمة المؤمن طائر يعلق من شجرة الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه (٤)» ثم قال: وهذا حديث عظيم صحيح عزيز الوجود لأنه اجتمع في سنده ثلاثة من الأئمة الأربعة، وهو الحديث الذي أشار إليه القرطبي بقوله، وفي حديث كعب بن مالك، والله أعلم.


(١) صحيح مسلم الإمارة (١٨٨٧)، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٠١١)، سنن ابن ماجه الجهاد (٢٨٠١)، سنن الدارمي الجهاد (٢٤١٠).
(٢) مشارع الأشواق جـ ٢ ص ٧٢٩، ٧٣٠.
(٣) مشارع الأشواق جـ ٢ ص ٧٣٢.
(٤) رواه أحمد في المسند ٦/ ٤٥٥، والنسائي ٤/ ١٠٨، والموطأ ١/ ٢٤٠ رقم ٤٩، وابن ماجه ١/ ٤٦٦، ٢/ ٤٢٨، رقم ٤٢٧١، والهيثمي في مجمع الزوائد ٢/ ٣٢٩، انظر (مشارع الأشواق جـ ٢ ص٧٣٢ - ٧٣٣).