يختلف هيكل الإنسان عن هيكل الثدييات الأخرى في مقاييس العظام المكونة له واعتداله، وتقوسات العمود الفقري، وشكل الحوض والقفص الصدري، كما تختلف نسب وأشكال عظام الأطراف والمفاصل التي بينها وخاصة اليد والقدم وعظام العضوين المذكورين تختلف في عددها وطرق تفصلها والعضلات المتصلة بها، وأما اليد فعضو إنساني بلغ في الإنسان مبلغا من الدقة لا يوجد في سائر الثدييات.
أما الرأس فنسب الأعضاء فيه مختلفة اختلافا كبيرا في سائر الثدييات فهيكل الفكين في الثدييات يكون جزءا كبيرا من الجمجمة في حين أن صندوق الدماغ فيها صغير نسبيا ووضع تجاويف الأنف وحجاج العين يختلف في الثدييات عن الإنسان.
الأحشاء الداخلية
والأحشاء الداخلية سواء كانت في الصدر أم في البطن تختلف في نسبها وشكلها العام في الإنسان عن سائر الثدييات فمعدة الإنسان بسيطة وقد تكون متعددة الأجزاء في الحيوانات المجترة، وأمعاؤه تخالف في الطول وفي الوضع أمعاء الثدييات الأخرى.
ورحم الإنسان بسيط وقد يكون ذا قرنين معقدين في كثير من الثدييات.
وكلية الإنسان ذات سطح ناعم لا أخاديد به رغم تعدد ما به من الفصوص وكلى الثدييات تختلف فبعضها ذات فص واحد وبعضها متعدد الفصوص ولكن يفصل بين فصوصها أخاديد تبدو على سطحها، ودماغ الإنسان أكبر بكثير من أدمغة الحيوانات الثديية التي تماثله حجما بل والتي تكبره بكثير بل مع اختلاف شكل دماغ الإنسان ونسب أجزائه عن أدمغة الثدييات الأخرى.
وهناك فروق كثيرة في التركيب الميكروسكوبي لأعضاء الإنسان وأعضاء الثدييات وإن كان الشبه بين أعضاء الثدييات عاما بالإضافة إلى أن هناك فروقا في التركيب الميكروسكوبي للأعضاء السليمة والأعضاء المريضة في جسم الإنسان لا بد من معرفتها حتى يعرف طبيعة المرض. هذا ما تيسر إعداده، والله الموفق وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.