للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتعالى _ عن نوح {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (١) وهو أول الرسل وقال عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما كان بين آدم ونوح عليهما الصلاة والسلام عشرة قرون كلها على الإسلام حتى وقع الشرك في قوم نوح وقال جل وعلا في قصة إبراهيم وإسماعيل وهما يعمران الكعبة {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (٢) فطلبا أن يكونا مسلمين، وقال في قصة يوسف: {أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} (٣) وقال في قصة موسى {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} (٤) وقال عن بلقيس: {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٥) فالدين عند الله هو الإسلام ولكن الله بعث محمدا عليه السلام بأكمله وأتمه، بعثه بالإسلام وبشريعة كاملة في الإسلام، فالذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم هو أكمل الدين وأتمه، بعثه بالإسلام الذي هو دين الله وبعثه بشريعة كاملة صالحة لجميع الزمان والمكان حتى تقوم الساعة أما ما بعث الله به الأنبياء الماضين فهو دين الإسلام ولكن بشرائع خاصة لأقوام خاصة، كل رسول بعثه الله إلى قومه بشريعة خاصة والدين هو الإسلام، هو توحيد الله كما قال سبحانه وتعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (٦) فكل أمة بعث إليها رسول ليدعوهم إلى الإسلام، والاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة في الشرك وأهله، فكل رسول بعثه الله بهذا الإسلام وهو دين الله وتوحيده بإفراده بالعبادة، وترك عبادة ما سواه وبعث معه شريعة خاصة تلائم زمانه وتناسب وقته


(١) سورة النمل الآية ٩١
(٢) سورة البقرة الآية ١٢٨
(٣) سورة يوسف الآية ١٠١
(٤) سورة يونس الآية ٨٤
(٥) سورة النمل الآية ٤٤
(٦) سورة النحل الآية ٣٦