للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منافعه وسببه إتلاف أكثر الأشياء.

(قوله: وشاهديه) رواية أبي داود بالإفراد والبيهقي (وشاهديه أو شاهده) (قوله: وكاتبه) فيه دليل على تحريم كتابة الربا إذا علم ذلك، وكذلك الشاهد لا يحرم عليه الشهادة إلا مع العلم، فأما من كتب أو شهد غير عالم فلا يدخل في الوعيد.

ومن جملة ما يدل على تحريم كتابة الربا وشهادته وتحليل الشهادة والكتابة في غيره قوله تعالى: {إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} (١) وقوله تعالى: {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} (٢) فأمر بالكتابة والإشهاد فيما أحله وفهم منه تحريمها فيما حرمه.

(قوله: أشد من ست وثلاثين. . . إلخ) يدل على أن معصية الربا من أشد المعاصي؛ لأن المعصية التي تعدل معصية الزنا التي هي في غاية الفظاعة والشناعة بمقدار العدد المذكور بل أشد منها، لا شك أنها قد تجاوزت الحد في القبح. وأقبح منها استطالة الرجل في عرض أخيه المسلم. ولهذا جعلها الشارع أربى الربا. وبعد الرجل يتكلم بالكلمة التي لا يجد لها لذة، ولا تزيد في ماله ولا جاهه، فيكون إثمه عند الله أشد من إثم من زنى ستا وثلاثين زنية. هذا ما لا يصنعه بنفسه عاقل، نسأل الله تعالى السلامة، آمين آمين.


(١) سورة البقرة الآية ٢٨٢
(٢) سورة البقرة الآية ٢٨٢