للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} (١). . . إلى آخر الآية، وأن هناك - على حد زعمه - تناقضا، فكيف يقول الله سبحانه وتعالى: {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ} (٢) إلى آخر الآية، بينما زوجات أنبياء الله نوح ولوط خبيثات، وفرعون كما جاء فيه في القرآن وزوجته طيبة، وحيث ليس لدي جواب مقنع، آمل التكرم بإفتائي عن ذلك جزاكم الله خيرا؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:

جـ: أولا: قال الله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (٣) هذه الآية ذكرت بعد الآيات التي نزلت في قصة الإفك تأكيدا لبراءة عائشة - رضي الله عنها - مما رماها به عبد الله بن أبي ابن سلول، رأس المنافقين، زورا وبهتانا، وبيانا لنزاهتها وعفتها في نفسها، ومن جهة صلتها برسول الله صلى الله عليه وسلم.

وللآية معنيان: الأول: أن الكلمات الخبيثات والأعمال السيئات أولى بها الناس الخبيثون، والناس الخبثاء أولى وأحق بالكلمات الخبيثات والأعمال الفاحشة، والكلمات الطيبات والأعمال الطاهرة أولى وأحق بها الناس الطيبون ذوو النفوس الأبية والأخلاق الكريمة السامية، والطيبون أولى بالكلمات والأعمال الصالحات.

والمعنى الثاني: أن النساء الخبيثات للرجال الخبيثين، والرجال الخبيثون


(١) سورة التحريم الآية ١١
(٢) سورة النور الآية ٢٦
(٣) سورة النور الآية ٢٦