للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا صحيح أو لا؟ وإذا كان ذلك حقيقة فما الدليل من القرآن الكريم أو من السنة أو غيرهما، لأن الرجل الذي ذكر ذلك لي لم يستطع ذكر أي دليل، وأنا كذلك لا أستطيع ذكر ما سمعته ما لم أستدل بشيء من القرآن أو من السنة، أرجو تزويدي بشيء من ذلك، والله يحفظكم لنا ذخرا؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:

جـ: لم يذكر في كتاب الله تعالى، ولا ثبت في السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن مريم بنت عمران تزوجت بعد أن ولدت عيسى - عليه السلام - ولا أنها ولدت أولادا سوى عيسى - عليه السلام.

أما قبل عيسى - عليه السلام - فقد ثبت أنها لم يمسسها بشر، ولم تك بغيا، قال الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} (١) {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} (٢) {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} (٣) {قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا} (٤) {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} (٥) وقد أقر الله تعالى قولها وصدقها فيه.

وبهذا يتبين أن ما قيل من أن مريم بنت عمران تزوجت أو ولدت غير عيسى - عليه الصلاة والسلام - لا أصل له.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس

عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز


(١) سورة مريم الآية ١٦
(٢) سورة مريم الآية ١٧
(٣) سورة مريم الآية ١٨
(٤) سورة مريم الآية ١٩
(٥) سورة مريم الآية ٢٠