للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالله من الشيطان حتى يهدأ غضبه، ويشرع له الوضوء كما أمر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن الشيطان خلق من النار، والنار تطفأ بالماء، والغضب من الشيطان، فالمؤمن يفعل الأشياء الشرعية، من التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ويتوضأ. كذلك من أسباب إطفاء الغضب أن يجلس إن كان قائما، أو يضطجع إن كان قاعدا، أو يخرج من المحل حتى يهدأ الغضب.

أما ما يعمله هذا الشيخ من تلطيخ رءوسهم بالزيت أو بالدم أو بدم الدجاجة. . . إلخ، فهذا لا أصل له، وكله غلط وتلبيس وخداع، وإن كان قصده بذبح الدجاجة التقرب للجن، فذلك شرك أكبر، ففي الحديث الصحيح: «لعن الله من ذبح لغير الله (١)» والله يقول سبحانه: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي} (٢) (يعني ذبحي) {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٣) {لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (٤).

ويقول تعالى {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (٥) {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (٦) والنحر: هو الذبح، فالواجب أن يعرضوا عن هذا الرجل، ويبتعدوا عنه وينصحوه، فإن لم ينتصح ويتب إلى الله - سبحانه وتعالى - رفع أمره إلى المحكمة الشرعية، أو إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو إلى الجهة المختصة إن لم يكن في البلد محكمة شرعية أو هيئة أمر بالمعروف؛ ليحضروه ويخبروه بخطئه، ويمنعوه من العلاج المخالف للشرع المطهر. أما الإمامة فلا ينبغي أن يبقى فيها، بل يجب عزله؛ لأنه متهم بالشرك، مع ما يتعاطاه من الأعمال التي لا أساس لها في الشرع


(١) صحيح مسلم الأضاحي (١٩٧٨)، سنن النسائي الضحايا (٤٤٢٢)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ١١٨).
(٢) سورة الأنعام الآية ١٦٢
(٣) سورة الأنعام الآية ١٦٢
(٤) سورة الأنعام الآية ١٦٣
(٥) سورة الكوثر الآية ١
(٦) سورة الكوثر الآية ٢