أولا إلى الراوي أو شيخه، أضحت هذه الكتب هي المصادر التي تعزى إليها المرويات. وذلك بعد الاستيثاق من صحة الأصل المعزو إليه.
ففي هذه المرحلة أصبح يكتفى أن يقال: هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه، أو النسائي في سننه مثلا، دون ذكر لسند البخاري أو النسائي.
ثم صارت صفة الأمانة العلمية - التي تتمثل على خير أوجهها في ضبط المنقول، وسلامته من التحريف، وتخريجه بنسبته على مصدره - من الصفات اللازمة للمشتغلين بعلم الحديث. بل إن مصطلح التخريج استخدم أول ما استخدم في علم الحديث. ثم توسع الباحثون المتأخرون في استخدامه، فاستعملوه في تخريج الآيات القرآنية والأقوال المأثورة، والخطب، والوصايا، والشعر، والأمثال، والنصوص المقتبسة (١).
(١) انظر مقدمة أصول البحث العلمي للدكتور السيد رزق الطويل ص ٢٣٤ - ٢٣٥.