للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"فأنت وذاك"، ثم قام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به». (١).

والنبي صلى الله عليه وسلم لقي أسقف نجران فقال: «يا أبا الحارث أسلم». وعن يحيى بن أبي كثير، قال الفرافصة - وهو نصراني- لعمر: (يا أمير المؤمنين إنكم تأكلون ذبيحة لا نأكلها، قال: وما ذاك يا أبا حسان، فذكر الحديث). (٢).

قال ابن هانئ: (رأوا أبا عبد الله كنى نصرانيا طبيبا فقال: يا أبا إسحاق). (٣) وإذا كان هذا مع غير المسلمين فإن المخالف من المسلمين أولى بهذا الاحترام وأحظى بالتقدير.

ومن مظاهر الاحترام البشاشة والطلاقة في الوجه أثناء الإنكار؛ لأن مثل هذا يهدئ المنكر عليه ويريح نفسه، فيحس بمحبة القائم بالإنكار له، وأنه بمنزلة المحبوب من أخ وصديق.

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق (٤)».

ففي هذا دلالة على أن طلاقة الوجه من المعروف الذي يثاب عليه


(١) البداية والنهاية، ح ٣ ص ٦١.
(٢) انظر مسائل الإمام أحمد، ج ٢ ص ١٨٠.
(٣) انظر مسائل الإمام أحمد، ج ٢ ص ١٨٠.
(٤) أخرجه مسلم في كتاب البر والآداب، باب استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء، صحيح مسلم بشرح النووي، ج١٦ ص ١٧٧.