للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العنصر خبيث الذات؛ لم تطهر النار خبثه، بل لو خرج منها لعاد خبيثا كما كان، كالكلب إذا دخل البحر، ثم خرج منه، فلذلك حرم الله تعالى على المشرك الجنة) (١). .

هذا هو التوحيد؛ يجمع القلوب، ويحرر الإنسان في الدنيا، وصاحبه لديه وعد من الله بالغفران، مهما كانت ذنوبه؟ متى نجا من تلويث الشرك وأدرانه.

لذلك لم يكن غريبا أن يكون للتوحيد مكانة خاصة، مميزة في منهج دعوة الأنبياء عليهم السلام، اتفقوا عليها في كل دعواتهم، رغم تباعد العصور والأمكنة، وهو ما سنوضحه في الفقرة التالية.

[أولويات الدعوة في منهج الأنبياء عليهم السلام]

لمعرفة أولويات الدعوة في منهج الأنبياء عليهم السلام؛ لا بد من الرجوع إلى تاريخ دعواتهم عليهم السلام، بماذا بدأ كل منهم، وبماذا ثنى في قضاياه مع أمته التي بعث إليها، وأوثق مرجع وأصدقه هو القرآن الكريم، مع ما يبينه من السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولقد تحدث القرآن الكريم في مواضع منه عن دعوات الأنبياء، منها ما جاء مجملا، ومنها ما جاء مفصلا، ولذلك سنتحدث في هذا الموضوع وفق الفقرتين التاليتين:

أولا: النصوص الإجمالية من القرآن الكريم، عن دعوة الأنبياء إلى


(١) ابن قيم الجوربة، زاد المعاد في هدي خبر العباد، جـ١ ص ٦٨