للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المشترك، وأهم أمر يصلح هو إصلاح علاقة العبد بربه، ثم بعد ذلك يصلح ما فسد من أمر المجتمع كل بحسبه.

ويهمنا من هذا أن نقرر أن الداعية إلى الله سبحانه وتعالى، يبدأ دائما- وفي كل الأحوال- بإصلاح العقيدة، ثم يصرف همه إلى معالجة الأمراض الموجودة في المجتمع الذي يدعو فيه (١).، وإذا كان هناك أمراض متفاوتة بدأ بأشدها فتكا وأعمقها ضررا على المجتمع.

وما دامت دعوة الأنبياء عليهم السلام بهذا المنهج الواضح، وهم القدوة والأسوة لكل داعية، فلا يسع أحدا الخروج عن هذا المنهج، أو تقديم بعض أولوياته المقررة على بعض، وذلك بإصلاح العقيدة أولا وهي الأساس.

أما القضية الثانية فالدعاة لهم فيها متسع من الاجتهاد، إذ لكل مجتمع مشكلاته وقضاياه التي قد تختلف عن غيره، وبالتالي يتسع الصدر بين الدعاة في هذا الجانب، فالمجتهد في تقدير القضية الثانية مأجور- إن شاء الله تعالى- فإن أصاب الحق فله أجر آخر على الإصابة، وإن كانت الأخرى فلن يعدم من يعذره؛ لكون المجال سائغا فيه الاجتهاد، وليس لأحد حق اللوم والتثريب أو المشاقة والمنازعة والفرقة.

وبهذا تلتقي آراء الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى، وتتآلف القلوب، وينتفي الخلاف، ويحل التعاضد والتآزر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


(١) انظر محمد العدوي (دعوة الرسل إلى الله) صفحة (ل) في المقدمة