(العقل حجة الله القاطعة البالغة، وأصل براهينه الساطعة الدامغة، والنقل لا يأتي مما يناقض العقل، وإنما يرد بما يزكي قضاه، ويصقل مرائي أحكامه أحسن صقل. . .، والذي عليه المحققون أن جميع الأحكام المشروعة، أصولها وفروعها، كلياتها وجزئياتها معقولة، وأن أحكامها وأسرارها: إما مذكورة بالعبارة أو الإشارة، أو بالتنبيه على أمثالها، أو مطوية إحالة على اقتضاء العقل السليم، أو الفطرة، أو رعاية المصلحة، وأن عدم العلم ليس علما بالعدم)(١).
السوانح:
كتب القاسمي كثيرا من السوانح، وهي خطرات تخطر على فكره، فكان يبادر إلى تسجيلها فورا.
من تلك السوانح تعليقه على خطباء الجمعة حيث قال: (قول بعض الخطباء الحشوية في خطبهم: روي أن الله تعالى أوحى في بعض كتبه إلى داود أو إلى فلان كذا وكذا، من الجهل الكبير، إن هذه الرواية لو كانت صحيحة لكان في القرآن الكريم غنى عنها وعن أمثالها، ولكن ما نصنع وهؤلاء الحشوية فوق رؤوسنا كل أسبوع، يسمعوننا الخرافات والموضوعات ما يرثي كل عاقل له.
-وتحت عنوان بلاغة التنزيل قال:
(خطر لي أن ما يستعمله بعض الكتاب من قولهم:[محبة حارة] أو