للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأرجائها مرتفعة عليها من كل جانب على السواء، وبعد ما بينها وبين الأرض من كل ناحية مسيرة خمسمائة عام وسمكها في نفسها مسيرة خمسمائة عام ثم السماء الثانية محيطة بالسماء الدنيا وما حوت، وبينهما من بعد المسير خمسمائة عام، وسمكها خمسمائة عام. وهكذا الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة كما قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} (١) (٢) فهذه السماوات السبع على ارتفاعها النائي وسمكها العظيم وعددها الكثير وجمالها الباهر، تأتي ساعة من الساعات ويكون في ذلك خرابها وزوالها من أماكنها ألا إن تلك الساعة هي يوم القيامة.

قال الله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} (٣) أي: يوم القيامة تتحرك السماوات لأمر الله تعالى فيموج بعضها في بعض، ثم تنشق على عظمها وسمكها وارتفاعها {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} (٤) {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} (٥)

فهي تأتي طائعة مستجيبة لأمر خالقها الذي ذل له كل شيء، له الأمر من قبل في البناء ومن بعد في الخراب. يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.

إنها عندما تنشق يكون لها لون وشكل، ليأخذ المشهد في الزيادة، وترى العيون تحقق ما كان يوعد الإنسان. قال تعالى: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} (٦) قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -:


(١) سورة الطلاق الآية ١٢
(٢) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/ ٧٧٢.
(٣) سورة الطور الآية ٩
(٤) سورة الانشقاق الآية ١
(٥) سورة الانشقاق الآية ٢
(٦) سورة الرحمن الآية ٣٧