للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأخير وهو تفتح السماء أبوابا إيذانا بحصول مشهد جديد يظهر أمام الخليقة وهو نزول الملائكة إلى أرض المحشر كما أخبر الله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} (١) قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: (وذلك الغمام الذي ينزل الله فيه من فوق السموات، فتنفطر له السموات وتشقق، وتنزل الملائكة كل سماء فيقفون صفا صفا، إما صفا واحدا محيطا بالخلائق وإما كل سماء يكونون صفا، ثم السماء التي تليها صفا وهكذا، القصد أن الملائكة - على كثرتهم وقوتهم - ينزلون محيطين بالخلق، مذعنين لأمر ربهم، لا يتكلم منهم أحد إلا بإذن من الله. فما ظنك بالآدمي الضعيف خصوصا الذي بارز مالكه بالعظائم وأقدم على مساخطه، ثم قدم عليه بذنوب وخطايا لم يتب منها، فيحكم فيه الملك الخلاق بالحكم الذي لا يجور، ولا يظلم مثقال ذرة. ولهذا قال: {وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا} (٢) لصعوبته الشديدة وتعسر أموره عليه. بخلاف المؤمن فإنه يسير خفيفة الحمل: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} (٣) {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} (٤) (٥).

وفي نهاية الأمر تنتهي السماء وذلك بنزعها وطيها، قال تعالى:


(١) سورة الفرقان الآية ٢٥
(٢) سورة الفرقان الآية ٢٦
(٣) سورة مريم الآية ٨٥
(٤) سورة مريم الآية ٨٦
(٥) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ٥/ ٤٧٣.