للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله جل ثناؤه والتكوير في كلام العرب: (جمع بعض الشيء إلى بعض)، وذلك كتكوير العمامة، وهو لفها على الرأس وكتكوير الكارة وهو جمع الثياب بعضها إلى بعض ولفها، وكذلك قوله: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} (١) إنما معناه: جمع بعضها إلى بعض ثم لفت فرمي بها، وإذا فعل ذلك بها ذهب ضوءها فعلى التأويل الذي تأولناه وبيناه لكلا القولين اللذين ذكرت عن أهل التأويل وجه صحيح، وذلك أنها إذا كورت ورمي بها ذهب ضوءها) (٢).

وقد تحدثت السنة عن هذين الكوكبين وما يحصل لهما يوم القيامة ومصيرهما. عن عبد الله الداناج قال: (شهدت أبا سلمة ابن عبد الرحمن جلس في مسجد في زمن خالد بن عبد الله بن أسيد، قال: فجاء الحسن فجلس إليه فتحدثا فقال أبو سلمة: حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الشمس والقمر نوران مكوران في النار يوم القيامة. فقال الحسن: ما ذنبهما؟ فقال: إنما أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت الحسن (٣)».

قال الألباني في معنى الحديث: (وليس المراد من الحديث ما تبادر إلى


(١) سورة التكوير الآية ١
(٢) جامع البيان عن تأويل آي القرآن ٣٠/ ٦٤.
(٣) أخرجه الإمام الطحاوي في (مشكل الآثار) ١/ ٦٦، ٦٧، وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري وقد أخرجه في صحيحه مختصرا فقال (٢/ ٣٠٤، ٣٠٥): حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد العزير بن المختار به بلفظ: "الشمس والقمر مكوران يوم القيامة". ذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الأول ٢/ ٣٢. وانظر رواية البخاري في فتح الباري ٦/ ٢٩٧.