للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بما شاء الله تعالى، والخلق يشاهدون ذلك الخراب الذي شاء الله عز وجل. قال الله تعالى: {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ} (١)

بعد المكان العالي والنور الساطع (زينة للسماء، وعلامات يقتدى بها، ورجوما للشياطين). كما قال تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} (٢) وكما قال تعالى: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} (٣) فإذا جاء أمر الله تعالى وذل كل شيء لسلطانه وأتى طائعا لأمره كان من بين ذلك الكواكب، فإذا خرب الكون وأذن الله تعالى. مما شاء في أمرها ذهب ضوؤها، وانتثرت كما قال تعالى: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} (٤) فتتساقط كما أخبر تعالى: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ} (٥) فياله من مشهد عظيم، كيف والنجوم على كثرتها وهي تتساقط كأنها جراد منتشر، ثم تذهب حيث شاء الله تبارك وتعالى. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (وقرأ قارئ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} (٦) وفي الحاضرين أبو الوفاء ابن عقيل فقال له قائل: "يا سيدي هب أنه أنشر الموتى للبعث والحساب وزوج النفوس بقرنائها بالثواب والعقاب فلم هدم الأبنية وسير الجبال ودك الأرض وفطر السماء ونثر النجوم وكورت الشمس؟ " فقال: إنما بنى لهم الدار للسكنى والتمتع، وجعلها وجعل ما فيها للاعتبار


(١) سورة المرسلات الآية ٨
(٢) سورة الملك الآية ٥
(٣) سورة النحل الآية ١٦
(٤) سورة التكوير الآية ٢
(٥) سورة الانفطار الآية ٢
(٦) سورة التكوير الآية ١