للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حمل؟ فأجيب عن هذا باحتمالين:

الاحتمال الأول: أن ذلك كناية من شدة الهول، فلو كان هناك مرضعة لذهلت عن رضيعها، ولو كان هناك حامل لأسقطت حملها. كقوله تعالى: {يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} (١) {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} (٢) الاحتمال الثاني: أن من مات على شيء بعث عليه فالمرضع تبعث وهي ترضع ولدها والحامل تبعث وهي بحملها فمن أهوال ذلك اليوم تذهل المرضع عن رضيعها وتضع الحامل حملها. والله أعلم بالصواب. ويرد أيضا سؤال على حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «أخرج من كل مائة تسعة وتسعين (٣)» مع أن بقية الأحاديث: «من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين (٤)»، قال الكرماني ردا على هذا: (أن مفهوم العدد لا اعتبار له فالتخصيص بعدد لا يدل على نفي الزائد، والمقصود من العددين واحد وهو تقليل عدد المؤمنين وتكثير عدد الكافرين) (٥).


(١) سورة المزمل الآية ١٧
(٢) سورة المزمل الآية ١٨
(٣) صحيح البخاري الرقاق (٦٥٢٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٧٨).
(٤) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (٣٣٤٨)، صحيح مسلم الإيمان (٢٢٢)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٣).
(٥) فتح الباري ١١/ ٣٩٠.