للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويهنأوا بهذا النعيم والكرامة. قال الله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} (١) فالناس في الموقف فريقان: أهل الإيمان تشع وجوههم نورا، وأهل الكفر والعصيان يخيم الظلام على وجوههم بسبب ما أبطنوه ومن سوء ما سيقابلون به ربهم وخالقهم أمام الملأ من الناس. قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (٢)

الجزاء من جنس العمل، مثلما عملوا صالحا في الدنيا، يبيض الله وجوههم يوم القيامة ويدخلهم الجنة: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا} (٣) ثم تأتي الآيات مبينة مشاهد العز والكرامة للوجوه المؤمنة: قال تعالى: {وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ} (٤) وجوه تتلألأ نورا قد أسلمها الله تعالى مما قد أصاب غيرها من الغبرة والهوان، والذل والخسران كما قال تعالى: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} (٥) وكما قال تعالى: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} (٦) ونضرة الوجه وسروره للمؤمنين تكون في الدنيا والآخرة كما أخبر الله تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} (٧) هذه صفة كل مؤمن حقا، وإن وردت في الصحابة رضي الله عنهم إلا أن صفة المؤمنين واحدة في الدنيا والآخرة،


(١) سورة آل عمران الآية ١٠٦
(٢) سورة آل عمران الآية ١٠٧
(٣) سورة النبأ الآية ٣٦
(٤) سورة يونس الآية ٢٦
(٥) سورة الإنسان الآية ١١
(٦) سورة المطففين الآية ٢٤
(٧) سورة الفتح الآية ٢٩