فإذا حصل أحد الأمرين أو كلاهما فيمن قد استرعاهم الله تعالى عبادته وفارقوا الحياة الدنيا وهم على وفاق من رضا الله تعالى، كان هذا الشيب ضياء لهم يوم القيامة في الموقف، وعلامة فارقة تميزهم عن غيرهم أمام الملأ من الناس، ونورا يهتدون به في الظلمات وكرامة يغبطون عليها حيث لزموا عندما فرط الناس، وصبروا عندما تمتع الناس، وأيقنوا عندما جحد الناس، فتصور وأنت تراهم في عرصات يوم القيامة بين الخلائق وقد أضاءت شعور لحاهم بل شعور وجوههم بل شعور أجسامهم جميعا لأنهم مع الناس في ذلك اليوم حفاة عراة. فما بالك بهؤلاء وهم في ذلك الموقف الذي أحوج ما يكون فيه الإنسان إلى رحمة أرحم الراحمين كلهم نور يتلألأ يغبطهم عليه الناس، فيا لها من بشارة من الرب الكريم بالخير والسعادة لهذا الصنف من الناس الذين عملوا صالحا في حياتهم الدنيا وماتوا على ذلك ولقوا ربهم وهم على ذلك فجازاهم بهذا {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا}(١)