للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وضلالة {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (١)

فجازاهم الله تعالى على ذاك فأمشاهم على وجوههم وهم لا يبصرون ولا ينطقون ولا يسمعون زيادة في بشاعة المنظر وسوء المنقلب، فما بالك بهم وهم بهذا المنظر أمام الملأ يتجهون إلى مأواهم الأخير وهي نار جهنم لا تفتر عنهم بل يزاد في سعيرها عليهم.

قال تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا} (٢) عن أنس بن مالك رضي الله عنه «أن رجلا قال: يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال: "أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟ (٣)» قال قتادة: بلى وعزة ربنا (٤).

قال ابن حجر: (والحكمة لما حشر الكافر على وجهه أنه عوقب على عدم السجود لله في الدنيا بأن يسحب على وجهه في القيامة إظهارا لهوانه بحيث صار وجهه مكان يده ورجله في التوقي عن المؤذيات) (٥)


(١) سورة الملك الآية ٢٢
(٢) سورة الفرقان الآية ٣٤
(٣) رواه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب ٤٥ حديث ٦٥٢٣، رواه مسلم في صحيحه كتاب صفة المنافقين حديث ٢٨٠٦.
(٤) قال ابن حجر: قال قتادة: (بلى وعزة ربنا) موصول بالسند المذكور، انظر فتح الباري ١١/ ٣٨٢.
(٥) فتح الباري ١١/ ٣٨٢.