للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باطل، قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} (١).

ولا بد من الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله عما كان وعما يكون، وعن الرسل الماضين، وعن الجنة والنار، وعن أخبار القيامة، وعن الحساب والجزاء. . . إلى غير ذلك. لا بد أن تصدق بكل ما أخبر الله به، مما جاء في القرآن، أو صحت به السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، على حسب ما أعطاه الله من العلم.

ثم بعد هذا الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، وتوحيد الله، والإخلاص له، والإيمان بأسمائه وصفاته، وإمرارها كما جاءت عن الله، وعن رسوله بلا كيف ولا تحريف ولا تمثيل؛ كما قال أهل السنة والجماعة، بعد هذا أنت يا عبد الله مأمور بالالتزام بما أوجب الله على عباده من صلاة وزكاة وصيام وحج وغير ذلك، وعليك أن تمتثل بكل ما أمر الله به ورسوله، وأن تبتعد عن كل ما نهى الله عنه ورسوله، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} (٢)، فهو خطاب للناس كلهم؛ جنهم وإنسهم، عربهم وعجمهم، يعم الكفار ويعم المسلمين، ومعنى اتقوا ربكم: افعلوا أوامره، واتركوا نواهيه؛ طلبا لمرضاته، وحذرا من عقابه، فكلهم ملزمون بالتقوى في جميع الأحوال، وقال تعالى:


(١) سورة الحج الآية ٦٢
(٢) سورة النساء الآية ١