للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لها، حقق الإسلام الذي خلقت له، فأنت مخلوق لعبادة الله وهي الإسلام، وهي التقوى، وهي الهدى، وهي طاعة الله ورسوله، حقق هذه العبادة، وحقق هذا الإسلام، واستقم عليه قبل أن تموت، وقبل أن يحال بينك وبين ذلك، وأنت لا تدري متى يجيء الأجل، كل واحد منا لا يدري متى يجيئه الأجل، فقد يصبحه أو يمسيه، ولا يدري أيضا ما هي الأسباب التي تكون سببا لموته، فالحزم كل الحزم في البدار إلى طاعة الله، والتوبة إليه، والاستقامة على ذلك حتى الموت، فاتق الله يا عبد الله، وبادر إلى الحق قبل أن يهجم الأجل، وسارع إلى طاعة الله ورسوله والفقه في دين الله وتعلمه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة (١)»، ويقول عليه الصلاة والسلام: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (٢)» متفق على صحته.

فليتق الله كل مسلم، ولينظر في أعماله: هل هو على طريق الله؟ وهل هو على ما كان عليه أصحاب رسول الله من السلف الصالح، من توحيد الله، وطاعته، والإيمان به سبحانه، والإيمان بأسمائه وصفاته؟ ولينظر إن كان على بدعة فليحذرها، ولينظر كل إنسان ما هو عليه؛ هل هو على طريق الله الذي جاء به محمد؟ وهل هو موحد لله؟ وهل هو يعبده وحده دون كل ما سواه؟ وهل أدى أوامره وترك نواهيه؟ لينظر كل إنسان في هذا ويحاسب نفسه، يجب أن ينظر ويتقي الله قال تعالى:


(١) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٦٩٩)، سنن الترمذي القراءات (٢٩٤٥)، سنن ابن ماجه المقدمة (٢٢٥)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٥٢)، سنن الدارمي المقدمة (٣٤٤).
(٢) صحيح البخاري العلم (٧١)، صحيح مسلم الإمارة (١٠٣٧)، سنن ابن ماجه المقدمة (٢٢١)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٩٣)، موطأ مالك كتاب الجامع (١٦٦٧)، سنن الدارمي المقدمة (٢٢٦).