للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النصيحة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم (١)». أخرجه مسلم في صحيحه.

فعليك بالنصيحة لهذه الجهات الخمس: لله بتوحيده والإخلاص له وطاعة أوامره وترك نواهيه وتحكيم كتابه، وللرسول بطاعته واتباعه، وللقرآن العظيم بتحكيمه واتباعه والإيمان بأنه كلام الله حقا وليس بمخلوق، والنصيحة لولاة الأمور بتوجيههم إلى الخير، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر بالأساليب الحسنة، وبالدعاء لهم بظهر الغيب أن الله يوفقهم. تدعو لولاة الأمور: اللهم وفقهم، اللهم اهدهم سواء السبيل، اللهم اهدهم للحق، اللهم أعنهم على تنفيذه في أي مكان، حتى ولو كنت في بلاد كافرة تدعو الله بأن يهديهم للحق؛ كما قال بعض الناس: «يا رسول الله، إن دوسا كفرت واعتدت. قال: اللهم اهد دوسا وأت بهم (٢)»، فهداهم الله وجاءوا وأسلموا، تدعو الله لأميرك في بلدك تقول: اللهم اهده، اللهم أصلح قلبه وعمله، اللهم اهده للحق، اللهم أعنه على تنفيذ الحق، اللهم وفقه لما يرضيك، اللهم اكف المسلمين شره، اللهم اهده للصواب.

وهكذا تنصح وتدعو وتستعمل الأساليب الحسنة اللينة الطيبة التي ليس فيها عنف، لا تمد يدك على الناس تقاتلهم، بل ادعهم بالحسنى قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (٣)، فلو جئت قوما، وهم يشربون الخمر


(١) صحيح مسلم الإيمان (٥٥)، سنن النسائي البيعة (٤١٩٧)، سنن أبو داود الأدب (٤٩٤٤)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٠٢).
(٢) صحيح البخاري الجهاد والسير (٢٩٣٧)، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٥٢٤)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٤٣).
(٣) سورة النحل الآية ١٢٥