للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنسبة الأخطار التي يرغب في توقي سوءها.

فالأقساط التي يدفعها تؤلف المبلغ المدخر الذي يصبح مستحقا في حال وقوع حادث مؤسف، وبواسطة هذه الأقساط تستطيع شركة التأمين أن تتحمل نتائج الأخطار الفردية، عن طريق قانون الأعداد الكبيرة، بعقد التأمين على الحياة؛ إما للتعويض عن الأخطار فقط، أو على أساس تكوين رأس مال.

ففي الحالة الأولى: لا يقبض المؤمن عليه عند الاستحقاق أي مبلغ، وفي الحالة الثانية: يقبض مبلغ الرأس مال المتراكم من جراء الأقساط الإضافية المدفوعة دوريا.

وقد يعتقد بعض الأشخاص أن التأمين على الحياة مع تكوين رأس مال أصلح من مجرد التأمين على الأخطار. وهذا مجرد وهم؛ إذ أن عدم إقدام شركة التأمين على دفع أي مبلغ للمؤمن عند الاستحقاق، لا يعني أن هذا الأخير كان مخطئا في صفقته، ولأن الشركة خدمته من حيث إنها كانت مستعدة أن تدفع إلى ورثته رأس مال معين، أو ريعا محددا، في حال وفاته طيلة مدة سريان العقد، ومن جهة ثانية، فإن إعادة رأس المال عند الاستحقاق ليست صفقة رابحة كما يعتقد البعض؛ لأن شركة التأمين قد استثمرت فائدة الأقساط المدفوعة خلال مدة العقد، وهي لا تدفع سوى فائدة مخفضة إلى المؤمنين لديها؛ إذ أنها تستفيد من الفرق بين المردود الناشئ عن الأموال التي وظفها (سندات دين، رهونات، أسهم مالية) وبين الفائدة التي تدفعها إلى زبائنها.

ولو قدم المؤمن بنفسه على توظيف أمواله بهذه الطرق، لتمكن من