للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمر به بقوله تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (١)، ومن طاف بغيره من شجر أو حجر أو قبر أو مسجد فهو ضال، بل من اعتقد الطواف بغيره دينا وقربة لله عز وجل فهو مشرك كافر، نسأل الله العافية.

فهذا الطواف المشروع بالبيت العتيق هو الوحيد في مكة المكرمة، ولا يوجد في غيرها من بقاع العالم، له أحكام كثيرة مهمة، ويجب على المسلمين معرفتها. وحسب اطلاعي لم أجد مؤلفا مستقلا يذكر أحكام الطواف مع أهميتها، وحاجة كثير من المسلمين لها شديدة، وخاصة في هذا العصر الذي كثرت فيه الأخطاء في الطواف؛ لجهل كثير من المسلمين بتعاليم دينهم منها أحكام الطواف، فعزمت متوكلا على الله جل وعلا جمع ما تفرق من أحكام الطواف، ووضعها في بحث مستقل، بعبارة سهلة، أذكر فيه آراء الفقهاء الأربعة مع أدلتها، وبعد الموازنة بين الأدلة أرجح ما عضده الدليل، وقد أذكر بعض الملاحظات المهمة، وقد أذكر إضافات يسيرة، أراها ضرورية لأن توجد في هذا البحث وهي اجتهادات أرجو أن توفق للصواب.

ومنهج البحث دراسة فقهية موضوعية مقارنة، تقوم على الترجيح على أساس قوة الدليل، ويتكون هذا البحث من مقدمة، وفصلين وخاتمة، فالمقدمة أتكلم فيها عن أهمية الكعبة واحترامها عند المسلمين، وعن الطواف وأهمية معرفة أحكامه. أما الفصل الأول فأتكلم فيه عن الطواف


(١) سورة الحج الآية ٢٩