للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن الزينة التي أمروا بأخذها عند كل مسجد: لبسهم الثياب عند المسجد الحرام للطواف؛ لأنه هو صورة سبب النزول، فدخولها في حكم الآية قطعي عند الجمهور، فالأمر في الآية: شامل لستر العورة للطواف وهو أمر محتم أوجبه الله مخاطبا به بني آدم، وهو السبب الذي نزل فيه الأمر (١).

٢ - الحديث المتفق عليه: « ... ألا لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان (٢)» فهذا الحديث يدل دلالة واضحة على أن علة المنع اتصاف الطائف بالعري، وهو دليل على اشتراط سترة العورة.

سبب الحديث:

كما ذكره ابن حجر نقلا عن ابن إسحاق: أن قريشا ابتدعت قبل الفيل أو بعده، أن لا يطوف بالبيت أحد ممن يقدم عليهم من غيرهم أول ما يطوف إلا في ثياب أحدهم، فإن لم يجد طاف عريانا، فإن خالف فطاف بثيابه ألقاها إذا فرغ، ثم لم ينتفع بها، فجاء الإسلام فهدم ذلك كله (٣).

عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة، فتقول: من يعيرني تطوافا تجعله على فرجها وتقول: اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله. فنزلت هذه الآية (٤).


(١) أضواء البيان ٥/ ٢٠٩، ٢١٠.
(٢) صحيح البخاري مع فتح الباري ٣/ ٤٨٣، صحيح مسلم بشرح النووي ٩/ ١١٦
(٣) فتح الباري ٣/ ٤٨٣.
(٤) صحيح مسلم بشرح النووي ١٨/ ١٦٢.