للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للبيت الشريف؛ ليكون الإقبال على بيت الله بما هو أشرف) (١).

وقيل: ليكون الباب في أول طوافه؛ (٢)؛ لقوله تعالى: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} (٣). وقيل: يجعل البيت عن يساره؛ لكون الحركة الدورية تعتمد فيها اليمنى على اليسرى، فلما كان الإكرام في ذلك للخارج جعل لليمنى، (٤)، ولأن جهة اليمين أقوى من جهة اليسار، وذلك مشاهد، والطواف سير دوري، ولا شك أن أبعد الجهات إلى المركز الذي هو جهة البيت أقوى حركة من الجهة التي هي أقرب إليه، فجعل الشق الأيمن الأقوى إلى الحيز الذي فيه الحركة أقوى، والشق الأيسر الأضعف إلى الحيز الذي الحركة فيه أضعف ليتعادلا (٥).

وقيل: إن الطائف على يساره يكون عن يمين البيت؛ لأن كل ما كان عن يسار شيء فذلك الشيء عن يمينه، وأن من استقبل شيئا ثم أراد المشي بجهة يمينه، فإنه يجعل ذلك الشيء عن يساره قطعا (٦)، وقد ثبت في حديث مسلم عن جابر «أنه صلى الله عليه وسلم أتى الحجر فاستلمه، ثم مشى على يمينه (٧)».

وقيل: ليكون قلبه إلى وجه البيت؛ إذ باب البيت وجهه، فلو جعل


(١) حاشية الرهوني على الزرقاني ٢/ ٤٣٧.
(٢) البحر الرائق ٢/ ٣٥١، ابن عابدين ٢/ ٤٩٤.
(٣) سورة البقرة الآية ١٨٩
(٤) الفروع ٣/ ٤٩٧.
(٥) حاشية الرهوني على الزرقاني. ٢/ ٤٣٧.
(٦) حاشية الجمل ٢/ ٤٣٠.
(٧) صحيح مسلم بشرح النووي ٨/ ١٩٦.