للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

انطلقي عنك، وأبت (١)، ولما روى نافع قال: «رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيه ثم قبل يده، وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله يفعله (٢)»، فإن لم يستطع تقبيل الحجر ولا استلامه، فإنه يستقبله، بحيث يكون جميع الحجر أمامه، وإن جعل الحجر عن يمينه احتياطا بحيث يضمن أن الحجر داخل في طوافه فهو أولى، بحيث يجعل رجله اليمنى على الخط الموجود علامة على بداية الطواف، ودليل الاستقبال حديث النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: «إنك رجل قوي. . ولكن إن وجدت فرجة فاستلمه، وإلا فاستقبله وكبر وهلل (٣)».

فإن لم يمكنه الاستقبال لوجود زحام فإنه يمر أمام الحجر الأسود ويشير إليه بيده اليمنى؛ لحديث: «طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت على بعير، كلما أتى الركن أشار إليه بشيء كان عنده وكبر (٤)».

ثم يقول مع الاستقبال أو الإشارة للحجر الأسود، أو تقبيله: باسم الله، والله أكبر، إيمانا بك، وتصديقا بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وهكذا رواه عبد الله بن السائب عن النبي صلى الله عليه وسلم (٥)، وعن علي رضي الله عنه أنه كان يقول إذا استلم الحجر: (اللهم إيمانا بك،


(١) صحيح البخاري بشرح فتح الباري ٣/ ٤٨٠، ذكر في فتح الباري معنى حجرة: أي ناحية، وفي رواية: حجزة.
(٢) صحيح مسلم بشرح النووي ٩/ ١٥، إرواء الغليل ٤/ ٣١٢.
(٣) نصب الراية ٣/ ٣٩، قال: رواه أحمد والشافعي، وإسحاق بن راهويه، وأبو يعلى الموصلي.
(٤) صحيح البخاري مع فتح الباري ٣/ ٤٧٦.
(٥) التلخيص الحبير بهامش المجموع ٧/ ٣٢١.