للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الممدوح ثناء ذوي الفضل والمكانة عليه، وهو العلماء والمعتد بعلمهم، المعروفون بالفضل والعدالة وحصافة الرأي.

وشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - اتفق أهل العلم المرموقون من معاصريه، ومن جاء بعدهم، على فضله وإمامته، وأنه يستحق التسمية بشيخ الإسلام، لما منحه الله من تفوق علمي، وفضل وزهد وورع، إلى جانب حسن الخلق والحلم والمقدرة على التحمل، فقد أسبغ الله عليه نعما كثيرة، هي من الله فضل، وهي للشيخ لباس يتجمل به، وحلية تزين ما بين جنبيه من علم، وسعة اطلاع في معارف عديدة.

والمتتبع لكتب التراجم والسير، لا يحصي كثرة من أثنى على هذا الإمام عرفانا بمكانته في العلم الذي جمله الله به.

وقد اتفق علماء الإسلام على تسميته شيخ الإسلام، حيث تصدى ابن ناصر الدين الدمشقي - في كتابه: (الرد الوافر على من زعم: بأن من سمى ابن تيمية "شيخ الإسلام" كافر) - لمن قال بهذا القول، أثبت أن ما يقرب من (٨٨) عالما من أئمة الإسلام لقبوا ابن تيمية بشيخ الإسلام. وهذا شبه إجماع، والأمة لا تجتمع على ضلالة، ومن أولئك العلماء العلامة أبو عبد الله محمد بن الصفي عثمان الحريري الأنصاري الحنفي، قاضي القضاة في مصر والشام، الذي قال: (إن لم يكن ابن تيمية شيخ الإسلام فمن؟) (١).

كما أثنى عليه خلق كثير من العلماء عاصره بعضهم، وأطنبوا في هذا الثناء تقديرا لمكانته، وعرفانا بما منحه الله من علم وفضل، وممن عاصره، وأعطاه ما يستحقه من المنزلة العلمية والتبحر في العلوم والعقائد:

١ - ابن دقيق العيد المتوفى عام ٧٠٢هـ.

٢ - إبراهيم بن أحمد الرقي المتوفى عام ٧٠٣ هـ.


(١) الرد الوافر، ص ١٠٢.