للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفواحش قد يؤدي إلى مباشرتها، فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه. وهذا لون حكيم من ألوان التربية الرشيدة والإصلاح القويم؛ لأنه إذا ورد النهي عن قربان الشيء، فلا بد أن ينهى عن مباشرته من باب أولى وأحرى.

وقد تكرر النهي في القرآن الكريم عن قربان ما تميل له النفس ويميل إليه الطبع في مثل قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} (١)، وقوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} (٢)، وقوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} (٣)، وقوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (٤)، وقوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (٥)، فيلاحظ أن كل منهي عنه من شأنه أن تميل النفوس إليه، وتدفع إليه الأهواء والشهوات، يأتي النهي عنه بصيغة النهي عن مجرد القربان؛ للمبالغة في التحذير من الاقتراب، فضلا عن مباشرته أو الوقوع فيه.

أما المحرمات التي لا تألفها النفوس ولا تميل إليها ولا تدفع إليها الغرائز والشهوات فيأتي النهي عنها مباشرة، كقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} (٦)، وقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} (٧)،


(١) سورة البقرة الآية ٣٥
(٢) سورة البقرة الآية ٢٢٢
(٣) سورة الإسراء الآية ٣٢
(٤) سورة الأنعام الآية ١٥١
(٥) سورة الأنعام الآية ١٥٢
(٦) سورة الأنعام الآية ١٥١
(٧) سورة النساء الآية ٢٩