للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ينقطع (١)، وإذا كان هذا مقبولا من كافر لا يعتصم بدين ولا يركن إلى حق، فإن من شأن المؤمن أن يفزع إلى ذكر الله ويلجأ إلى حماه الظليل، كلما نابه شظف من الدنيا، أو كيد من الشياطين، أو أصابه كبد أو متاعب.

ومع وضوح ذلك في القرآن والسنة إلا أنك تجد من يميل إلى غيرها، ويصد عن هذه الهداية إلى سعادة باهتة موهومة، ومن أسف أن ترى من يقبل هذا الانحراف الصارخ، ويباركه في صفاقة وقلة ورع، ويفتي غيره بما لا يحل؛ كالذي ذكر عن بعضهم في جواز تهنئة الكفار بالأعياد ومبادلتهم للتهاني، دون أن يعبأ بإجماع أهل العلم على تحريم ذلك. قال ابن القيم رحمه الله: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم. فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل) (٢).


(١) ينظر ابن تيمية " اقتضاء الصراط المستقيم " (١/ ٩٥).
(٢) ابن القيم "أحكام أهل الذمة" ١/ ٢٠٥.