أقبل على العلم من صغره، وأخذ عن صفوة عصره حتى أدرك علما غزيرا واستوعب أكثر علوم الشريعة والعربية. ثم تفرغ للتدريس والتأليف ونشر الخير والجهاد.
وكان على جانب عظيم من الورع والتدين، والرغبة في الإصلاح ورد البدع والخرافات، عطوفا، كريما، معرضا عن الدنيا، مع الذكاء الوافر والفطنة وسرعة البديهة وقوة العارضة، وثاقب النظر. إلى أن تسلط عليه الوشاة والحاسدون وطلاب المناصب، فحاربوه بكل وسيلة، ولم يتورعوا - بعد أن أعيتهم الحيل - من السعي به عند الدولة حتى ألقوه في السجن ظلما وعدوانا، فكان له فيه العزاء من مطاردتهم وإيذائهم. وانشغل في العبادة والتأليف، إلى أن أدركه الأجل في شهر ذي القعدة سنة ٧٢٨هـ، فمات وقد خلف من ورائه أحسن الذكر، وأجمل الأخبار، وأعطر الشمائل، وأغنى المؤلفات وأزكاها، وألمع التلاميذ والطلاب. فرحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا به في رضوانه.