الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلما كانت المحاضرات العلمية من خير الوسائل لإيضاح الحقائق وإبراز محاسن الشيء المحاضر عنه، وبسط الكلام فيه بعض البسط، رأيت أن يكون موضوع كلمتي:(الشريعة الإسلامية ومحاسنها وضرورة البشر إليها). وإنما اخترت هذا الموضوع لأهميته العظيمة، كما لا يخفى، فإن البحث في الشريعة الإسلامية وما يتعلق بمحاسنها ومصالحها وعنايتها بالعباد، وما يتعلق بالضرورة إليها أمر عظيم، والحاجة إليه شديدة، والتفقه فيه والعناية به من أهم الأشياء. فلأهمية هذا الموضوع وعظم شأنه، ومسيس الحاجة إلى المزيد من الفقه فيه والبصيرة رأيت أن يكون موضوع الكلمة. وبهذا يتضح لإخواني أن هذه الكلمة ذات شقين: أحدهما: الشريعة الإسلامية ومحاسنها. والثاني: ضرورة البشر إليها. وسأتكلم إن شاء الله على الشقين جميعا.
أما الشق الأول: وهو ما يتعلق بالشريعة الإسلامية ومحاسنها: فمن المعلوم لدى المسلمين ولدى كل من له أدنى علم بالواقع في الأزمان الماضية أن الله - جل وعلا - بعث الرسل جميعا - عليهم الصلاة والسلام - بدين الإسلام من أولهم نوح إلى آخرهم محمد - عليهم الصلاة والسلام -