للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (١)، فعلق الله - جل وعلا - الهداية على اتباعه والإيمان به فعلم أن لا هداية ولا إيمان إلا من طريق اتباع محمد - عليه الصلاة والسلام - والسير على منهاجه بعد ما بعثه الله. قال - عز وجل -: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (٢) أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يقول للناس: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (٣) فعلم أنه لا طريق إلى محبة الله ومغفرته إلا باتباعه - عليه الصلاة والسلام -، وقال - جل وعلا -: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} (٤)، يعني إلى الناس كافة. وقال - جل وعلا -: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (٥)، فأخبر - جل وعلا - أنه نذير للعالمين، والعالمون: هم جميع الناس، وقيل: إنه القرآن، وقيل: إنه الرسول، وكلاهما حق، فهو نذير للعالمين والقرآن نذير للعالمين. فهو نذير، وكتابه نذير للعالمين، للمخلوقات كلها العقلاء المكلفين من الجن والإنس. وفي الصحيحين عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام -: «كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة (٦)» وفي صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا


(١) سورة الأعراف الآية ١٥٨
(٢) سورة آل عمران الآية ٣١
(٣) سورة آل عمران الآية ٣١
(٤) سورة سبأ الآية ٢٨
(٥) سورة الفرقان الآية ١
(٦) صحيح البخاري التيمم (٣٣٥)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٢١)، سنن النسائي الغسل والتيمم (٤٣٢)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٠٤)، سنن الدارمي الصلاة (١٣٨٩).