للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليهم واتبع أهواءهم والله يعصمه من ذلك فلن يغنوا عنه من الله شيئا. فالأمر بيد الله، وهو القادر على كل شيء - جل وعلا -، فلا يمنع أحد رسوله - عليه الصلاة والسلام - مما أراده الله به من عزة ونصر، فالمقصود من هذا بيان أن النصر والتأييد بيده - سبحانه وتعالى -، وأنه كفيل بنصره وتأييده وتبليغ رسالته، وأن الناس مهما كانوا من قوة وكثرة فلن يغنوا عنه من الله شيئا، فلا وجه للميل إليهم واتباع أهوائهم، وهذا من باب التحذير وإلا فالرسول - صلى الله عليه وسلم - معصوم من اتباع أهوائهم فالله قد عصمه وصانه وحماه وأيده، ولكن المقصود تعليمنا وإرشادنا أن السعادة والنجاة والقوة والعزة والسلامة في اتباع الشريعة، والتمسك بها، والدعوة إليها، والحفاظ عليها، والشريعة في اللغة العربية: الطريقة الظاهرة البينة الموصلة إلى النجاة. وتطلق الشريعة في اللغة العربية أيضا على الطريق الموصل إلى الماء، وما ذلك إلا لأنه يوصل إلى الحياة، كما قال - جل وعلا -: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (١).


(١) سورة الأنبياء الآية ٣٠