للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه (١)». خرجه البخاري في صحيحه.

والواجب على المسلم أن يحذر الشرك ووسائله وجميع المعاصي؛ لأنه قد يبتلى بشيء من ذلك، ثم لا يوفق للتوبة، فتعين عليه أن يحذر كل ما حرم الله عليه، وأن يسأل ربه العافية من ذلك، وألا يتساهل مع الشيطان، فيقدم على المعاصي بنية التوبة منها، ولا شك أن ذلك خداع من الشيطان، وتزيين منه للوقوع في المعاصي، بدعوى أنه سيتوب منها، وقد يعاقب العبد فيحال بينه وبين ذلك فيندم غاية الندامة، وتعظم حسرته حين لا ينفعه الندم.

وقد قال سبحانه: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (٢)، وقال سبحانه: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} (٣)، وقال - عز وجل -: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (٤) {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (٥)، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

وقاك الله شر نفسك وأعاذك من نزغات الشيطان.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) صحيح البخاري المظالم والغصب (٢٤٤٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٥٠٦).
(٢) سورة البقرة الآية ٤٠
(٣) سورة آل عمران الآية ٢٨
(٤) سورة فاطر الآية ٥
(٥) سورة فاطر الآية ٦