الجهالة، ونعب من أوحال التخلف، فنحن نرفض العلم، ونأبى الحضارة، ونمقت شموس المعرفة والثقافة.
إننا لن نختلف على شيء من ذلك، ولا يمكن لمثل هذا أن يكون. . ولكن. .
لكن. . على رسلكم أيها القوم. .
لقد ظلمتم (الأمية) حين جعلتموها لا تعني سوى الجهالة والغفلة والتخلف.
حين صورتموها للناس غولا بشعا، وسرطانا قاتلا، وداء فتاكا، يشل حركة الفرد ويعطل مسيرة الأمة عن سلوك مدارج التقدم والمدنية والرقي.
حين حجمتم مفهوم العبارة، وقزمتم مدلولها، بل وألزمتموها أن تلبس ثوبا واحدا، هو الثوب الذي فرضتموه عليها، وأجبرتموها أن تزهد في بقية ما لها من الأثواب الجميلة القشيبة البراقة.
لقد أخذتم بهذا المفهوم الضيق الضحل، ووقفتم عنده لا تتجاوزونه، وضربتم بكل ما لهذه الكلمة من مدلولات أخرى يزخر بها كتاب الله تعالى، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ولغة العرب عرض الحائط، غير آبهين بواحد منها على الإطلاق.
هلا أتيتم معنا إلى كتاب الله تعالى، وإلى أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وإلى كتب الأصول، لنرى ما لهذه العبارة، وما عليها، فنحدد الرؤية، ونستوضح المفهوم، ونستبين الصواب.؟