ولكونه - صلى الله عليه وسلم - أميا لا يكتب ولا يقرأ المكتوب، فقد ثبت أنه كان اتخذ لنفسه كتبة، يكتبون بين يديه الوحي، كما كانوا يكتبون له رسائله إلى الملوك وغيرهم.
ومن أشهر كتاب الوحي: الخلفاء الراشدون الأربعة، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، ومعاوية بن أبي سفيان، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
أما ما ذهب إليه بعض العلماء، من أنه - صلى الله عليه وسلم - كان قد أحسن الكتابة أواخر حياته، اعتمادا على الأثر الذي أخرجه ابن أبي شيبة، ونصه:(ما مات رسول الله حتى قرأ وكتب). فهو مذهب شاذ ممخرق، لا يعضده دليل، ولا تدعمه حجة، ولا يسنده واقع حال.
ذلك أن هذا الأثر موضوع، حكم عليه من العلماء الشوكاني والسيوطي والألباني بالوضع، كما نقلوا قول الطبراني فيه:(هذا حديث منكر، أبو عقيل - راويه - ضعيف الحديث، وهذا معارض لكتاب الله).
وقال الحافظ ابن كثير فيه:(وما أورده بعضهم من الحديث، أنه لم يمت - صلى الله عليه وسلم - حتى تعلم الكتابة، فضعيف لا أصل له)(١).