للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والوضوح: اعتمدوا في تحديد صومكم وفطركم، وفي تعيين أيام حجكم، ومعرفة شهوركم على الرؤية البصرية للهلال فحسب، وكفاكم هذا السبيل السهل، الميسر لغالب عامتكم. ولم يطلب - صلى الله عليه وسلم - من أمته - وهي أمة الفطرة - أن تتكلف تعلم علم حساب النجوم، والعمق في مسائله، والغوص في دقائقه، بغية الوصول إلى معرفة منازل الهلال، وتحديد مطالع الشهور ونهاياتها، وما كان هذا إلا تمشيا مع قاعدة (المشقة تجلب التيسير) التي هي من ألزم قواعد هذا الدين الحنيف وشريعته السمحة الغراء.

قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (١)، {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (٢).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال.

«إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وبشروا ويسروا (٣)».

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما خير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما (٤)».

وقد تناول العلماء (حديث الأمة الأمية)، وأسهبوا في بيان تعليق حكم الصوم - بناء على منطوقه - برؤية الهلال، دون تكلف الرجوع في ذلك إلى أهل التسيير والحساب.


(١) سورة البقرة الآية ١٨٥
(٢) سورة الحج الآية ٧٨
(٣) النسائي ٤٦٦١ في الإيمان، الدين يسر.
(٤) البخاري ٣٥٦٠ في المناقب، صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -، مسلم ٢٣٢٧ في الفضائل، مباعدته - صلى الله عليه وسلم - للآثام، أبو داود ٤٠٠٢/ ٤٧٨٥ في الأدب، في التجاوز في الأمر.