للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما كان يجهله، ولا يتصور له - قبلا - أنه سيتعلمه.

فالقلم كان ولا يزال أوسع أدوات التعليم أثرا في حياة الإنسان، وهذا ما يفسر هذه الإشارة إليه - بل الإلحاح على ذكره - في أول لحظة من لحظات الوحي، وفي أول سورة من سور القرآن العظيم.

وفي القرآن الكريم سورة سميت بـ (القلم). تأكيدا على دوره البالغ، وإصرارا على بيان قيمته ووزنه، في كل مجالات الدين والحياة، وفيها كانت البداءة القسم بالقلم وما يسطر القلم.

قال تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} (١) {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} (٢) {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ} (٣) {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (٤).

يقول سيد قطب - رحمه الله -: يقسم الله سبحانه بنون وبالقلم، وبالكتابة، والعلاقة واضحة بين الحرف (ن) بوصفه أحد الحروف الأبجدية، وبين القلم والكتابة.

فأما القسم بما هو تعظيم لقيمتها، وتوجيه إليها، في وسط أمة لم تكن تتجه إلى التعليم عن هذا الطريق، وكانت الكتابة فيها متخلفة نادرة، في الوقت الذي كان دورها المقدر لها في علم الله، يتطلب نمو هذه المقدرة فيها، وانتشارها بينها، لتقوم بنقل هذه العقيدة - وما يقوم عليها من مناهج الحياة - إلى أرجاء الأرض، ثم لتنهض بقيادة البشرية قيادة رشيدة.

وما من شك أن الكتابة عنصر أساسي في النهوض بهذه المهمة


(١) سورة القلم الآية ١
(٢) سورة القلم الآية ٢
(٣) سورة القلم الآية ٣
(٤) سورة القلم الآية ٤