للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكتاب - وفي رواية -: كما علمتها الكتابة (١)».

(د) وعن عائشة بنت طلحة، قالت: (قلت لعائشة - وأنا في حجرها - وكان الناس يأتونها من كل مصر، فكان الشيوخ ينتابونني لمكاني منها، وكان الشباب يتأخونني فيهدون إلي، ويكتبون إلي من الأمصار، فأقول لعائشة: يا خالة، هذا كتاب فلان وهديته. فتقول لي عائشة: أي بنية، فأجيبيه، وأثيبيه، فإن لم يكن عندك ثواب أعطيتك. قالت: فتعطيني).

قلت: ففي الحديث الأول أن القلم هو أول مخلوق، فليس قبله قطعا أي مخلوق، وفي هذا تشريف له ولدوره جد عظيم.

وفي الحديث الثاني أمر بتقييد العلم عن طريق كتابته وتسجيله، كي يحفظ، فلا يضيع أو ينسى أو تندثر أعلامه، ولا يكون ذلك إلا بإتقان الكتابة، وتوظيفها في جميع شئون العلم ومجالاته


(١) أخرجه الحاكم ٤/ ٥٦، وأحمد ٦/ ٣٧٢، وأبو داود ٣٨٨٧ في الطب، باب الرقى، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٢/ ٣٨٨، وذكره الألباني في الصحيحة ١٧٨. والنملة: قروح تخرج في الجنب. أما الحديث القائل: " لا تعلموهن الكتابة، ولا تسكنوهن الغرف، وعلموهن سورة النور "، فقد رده الألباني في الصحيحة حديث ١٧٨، من وجهين: الأول: أن هذا الحديث موضوع، كما قال الذهبي، وطرقه كلها واهية جدا. والآخر: لو كان المراد نهي من يخشى عليها الفساد من التعليم، لم يكن هناك فائدة من تخصيص النساء بالنهي؛ لأن الخشية لا تختص بهن. ثم قال: (والحق أن الكتابة والقراءة نعمة من نعم الله على البشر، وهي كسائر النعم التي امتن بها عليهم، وأراد منهم استعمالها في طاعته فإن وجد فيهم من يستعملها في غير مرضاته، فليس ذلك بالذي يخرجها من كونها نعمة كنعمة السمع والبصر وغيرها).