للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للمكتوب) (١).

وقال أبو السعود: (الأمي: هو الذي لا يقدر على الكتابة والقراءة، واختلف في نسبته: فقيل إلى الأم، بمعنى أنه شبيه بها في الجهل بالكتابة والقراءة؛ لأنهما ليستا من شئون النساء، بل من خلال الرجال، بمعنى أنه على الحالة التي ولدته أمه في الخلو عن العلم والكتابة.

وقيل: إلى الأمة، بمعنى أنه باق على سذاجتها، خال من معرفة الأشياء) (٢).

قال الإمام القرطبي: (الأمي: من لا يكتب ولا يقرأ) (٣).

وبهذا فسر بعضهم - أيضا - قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ} (٤). فقالوا: هو الذي لا يحسن الكتابة، ولا يقرأ من كتاب.

قال القرطبي: (الأمي منسوب إلى الأمة الأمية، التي هي على أصل ولادتها لم تتعلم الكتابة ولا قراءتها، قال ابن عباس: كان نبيكم أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب) (٥).

وقال الراغب الأصفهاني: (قيل سمي بذلك لأنه لم يكن يكتب ولا يقرأ من كتاب، وذلك فضيلة له، لاستغنائه بحفظه، واعتماده على ضمان الله له بقوله: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى} (٦)) (٧).


(١) فتح القدير للشوكاني ١/ ١٠٤.
(٢) تفسير أبي السعود ١/ ١٩٩.
(٣) الجامع لأحكام القرآن ٢/ ٥.
(٤) سورة الأعراف الآية ١٥٧
(٥) الجامع لأحكام القرآن ٧/ ٢٩٨.
(٦) سورة الأعلى الآية ٦
(٧) معجم مفردات القرآن للراغب الأصفهاني ص ١٩، تحقيق نديم مرعشلي، دار الفكر، بيروت.